مقدمة
وهناك دول أخرى تتصف بالضعف ووقوعها فريسة لسيطرة الدول القوية سواء؛ كانت سيطرة استعمارية أو تدور الأولى في فلك الثانية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وبالتالى تصبح العوامل الجغرافية مسئولة عن ما نراه اليوم من أنماط متعددة حسب القوة بين دول العالم.
أولا العوامل الجغرافية الطبيعية:
تشتمل الأسس الطبيعية لقوة أي دولة على عدة عناصر، يأتي في مقدمتها الموقع والحجم والشكل، إلى جانب المناخ والتضاريس والتربة والجغرافيا الحيوية: مصادر المياه والحياة النباتية الطبيعية، وأخيرا الموارد المعدنية للدولة؛ وهذه أكثر العوامل المؤثرة في كيان الدولة وتحديد مكانتها على الخريطة السياسية الدولية والدور الذي المشكلات على المستوى السياسي والاقتصادي للدولة لما تحدثه هذه العوامل من ثغرات تؤثر فى ترابط الدولة وقوتها.
۱- الموقع:
وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ/ الموقع الفلكي:
ويرتبط بالموقع الفلكي أيضا ان معظم مصادر الفحم العالمية تقع بين٤٠. ٦٠ شمالا أي ترتبط بالعروض المعتدلة وبدول معينة تقع في هذه العروض كما تتوزع مصادر البترول في نطاقات اكثر جنوبية من نطاق الفحم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفنزويلا واندونسيا وبعض مناطق أفريقيا المدارية مما يمکن أن يؤدي إلى نمو صناعي بعيدأ عن فحم دول العروض المعتدلة.
ب- الموقع بالنسبة لليابس والماء:
ج- الموقع بالنسبة للدول المجاورة:
ومدى اتصال الدولة بغيرها من الدول الأخری، حيث نجد دولا قد حباها الله بموقعا وسطا متميزا فمثلا تقع مصر عند نقطة تتلاقي عندها قارات العالم القديم وملتقي الشرق والغرب حيث تمر التجارة العالمية عبر اراضيها على مر العصور التاريخية ومن أمثلة الموقع واهميته موقع الجزر البريطانية الذي كان هامشي متطرف قبل فترة العصور الوسطى عندما كانت مراكز الحضارة والتجارة في الشرق حتى العصور الوسطى ثم اذدهر موقعها بعد كشف العالم الجديد حيث أصبحت في مركز متوسط بين قارات العالم القديم وقارات العالم الجديد الأمريكيتين.
۲- المساحة:
تتميز الدول ذات المساحة الكبيرة بإمكانيات تجنب الضغط السكاني وتوزيعه على أقاليم متعددة إذا ما كانت الظروف الإنتاجية تسمح بذلك؛ مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد السوفيتي والسودان قبل التقسيم والتي تزيد مساحة كل من هذه الدول عن المليون ميل ۲. ومن أهم مميزات المساحة الكبيرة إمكانية مستقبلية في الحصول على موارد أكبر من الأرض الزراعية أو الرعوية، أو مصادر للثروة المعدنية مما يشجع على نمو اقتصاد الدولة وقوته. والحجم الكبير يتطلب بذل جهد أكبر لتحقيق سيادة الدولة على كل أجزائها الواسعة، ومد خطوط اتصال كثيرة لتمكين السلطة السياسية من السيطرة على ناصية الأمور.
ويمكن تنميط الدول من حيث المساحة إلى نمط المساحة العملاقة مثل كندا والأرجنتين والصين والهند والولايات المتحدة والبرازيل واستراليا، كما نجد نمط المساحة الكبيرة مثل إيران ومصر وتقل مساحثها عن المليون ميل ۲، والمساحة المتوسطة مثل اليونان وإيطاليا واسبانيا أقل من نصف مليون ميل٢.
٣- شكل الدولة:
ترجع أهمية شكل الدولة في التناسق بين طول الحدود والمساحة؛ فهل هذه الحدود منتظمة بقدر المستطاع، وأقرب الأشكال مثالية هو الشكل الدائرى أو الأشكال القريبة من الشكل الدائرى؛ وتعد مصر أقرب إلى الشكل المربع ودولة مثل إيطاليا أقرب إلى الشكل المستطيل، كما هناك دولة مثل كرومانيا وبولندا أقرب إلى الشكل المثالي للدولة المتماسكة والمتصله الأجزاء حيث لا توجد نتوءات داخل جسم دولة أخرى أو العكس، وكانت باکستان بعد انتهاء الاحتلال الريطاني لشبه القارة الهندية مثال للشكل المنفصل الأجزاء مما أحدث اضطرابات وتم الانفصال بين جزئيها الشرقی والغربي إلى دولتي باكستان وبنجلادش.

إرسال تعليق