U3F1ZWV6ZTQxNzYwODUzMjk2ODAxX0ZyZWUyNjM0NjM1NzM1NjYwMg==

العوامل الجغرافية المؤثرة في قوة الدولة

 مقدمة

تعد العوامل الجغرافية المؤثرة في قوة الدولة من الأسس الأساسية في قيام وقوة الدول؛ فمن الدول ما يتمتع بقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية وثقافية كبيرة نتيجة توفر العديد من المقومات الطبيعية كالمساحة الكبيرة والمناخ المتنوع والأرض المنبسطة، وكذلك المقومات البشرية من سكان وشبكة مواصلات وصناعة متقدمة وشعب متحضر.

 وهناك دول أخرى تتصف بالضعف ووقوعها فريسة لسيطرة الدول القوية سواء؛ كانت سيطرة استعمارية أو تدور الأولى في فلك الثانية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وبالتالى تصبح العوامل الجغرافية مسئولة عن ما نراه اليوم من أنماط متعددة حسب القوة بين دول العالم.

أولا العوامل الجغرافية الطبيعية: 

تشتمل الأسس الطبيعية لقوة أي دولة على عدة عناصر، يأتي في مقدمتها الموقع والحجم والشكل، إلى جانب المناخ والتضاريس والتربة والجغرافيا الحيوية: مصادر المياه والحياة النباتية الطبيعية، وأخيرا الموارد المعدنية للدولة؛ وهذه أكثر العوامل المؤثرة في كيان الدولة وتحديد مكانتها على الخريطة السياسية الدولية والدور الذي المشكلات على المستوى السياسي والاقتصادي للدولة لما تحدثه هذه العوامل من ثغرات تؤثر فى ترابط الدولة وقوتها.

۱- الموقع:

 تأتي أهمية الموقع في الجغرافية السياسية من خلال تحديد البقعة الأرضية التي تقوم عليها الدولة،

 وينقسم إلى ثلاثة أقسام:

 أ/ الموقع الفلكي:

 بالنسبة لخطوط الطول والعرض؛ فمثلا موقع الدولة المصرية بالنسبة لدوائر العرض بین ۳۲. ۲۲ شمالا أثر في وقوع معظم أراضيها في النطاق الصحراوي عدا الشريط الشمالي المطل علی ساحل البحر المتوسط، وقد كان ذلك أثره في ندرة التنوع المناخي وأثره علی المساحة الزراعية وتنوع المحاصيل الزراعية، على العكس من ذلك فی دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية . التي تشغل نحو عشرون درجة عرضية في العروض الوسطى . يتنوع المناخ؛ وبالتالي تتنوع المحاصيل الزراعية وغناها الاقتصادي.

 ويرتبط بالموقع الفلكي أيضا ان معظم مصادر الفحم العالمية تقع بين٤٠. ٦٠ شمالا  أي ترتبط بالعروض المعتدلة وبدول معينة تقع في هذه العروض كما تتوزع مصادر البترول في نطاقات اكثر جنوبية من نطاق الفحم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفنزويلا واندونسيا وبعض مناطق أفريقيا المدارية مما يمکن أن يؤدي إلى نمو صناعي بعيدأ عن فحم دول العروض المعتدلة.

ب- الموقع بالنسبة لليابس والماء:

 تصنف مواقع الدول على أنها بحرية أو قارية، فمنها ما يطل على بحر واحد بنافذة ضيقة أو واسعة، ومنها ما يطل على بحرين أو أكثر ومنها ما يطل علي بحار ومحطات مهمة مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا والمغرب وتركيا ومنها ما يطل على محيطات لا قيمة لها مثل الاتحاد السوفيتي الذي يطل على المحيط المتجمد الشمالى، وهو متجمد معظم فترات السنة.

 وتتميز المناطق الجزرية والساحلية بحرية المواصلات البحرية السهلة والرخيصة؛ مما يشجع النشاط البحري التجاري، وأنها أقل قارية في مناخاتها من المناطق الداخلية، وحالة بريطانيا فريدة في هذا المجال. ويكفي أن تعرف أن الكثير من دول العالم كانت تتصارع وتحارب من أجل الحصول على واجهة بحرية حتى ولو كانت ضيقة مثل بولندا ۱۹۱۸- ۱۹۳۸؛ فالواجهة البحرية هي ذاتها جائزة تعطي استثمار الاقتصاديات الدولة: مواصلات قومية حتى ساحل البحر، وربما مواصلات بحرية تقل من نفقات النقل ورسوم الجمارك أو الأرصفة البحرية،وكلاهما غير متاح في حالة الدول غير بحرية. 

ج- الموقع بالنسبة للدول المجاورة:

 ومدى اتصال الدولة بغيرها من الدول الأخری، حيث نجد دولا قد حباها الله بموقعا وسطا متميزا فمثلا تقع مصر عند نقطة تتلاقي عندها قارات العالم القديم وملتقي الشرق والغرب حيث تمر التجارة العالمية عبر اراضيها على مر العصور التاريخية ومن أمثلة الموقع واهميته موقع الجزر البريطانية الذي كان هامشي متطرف قبل فترة العصور الوسطى عندما كانت مراكز الحضارة والتجارة في الشرق حتى العصور الوسطى ثم اذدهر موقعها بعد كشف العالم الجديد حيث أصبحت في مركز متوسط بين قارات العالم القديم وقارات العالم الجديد الأمريكيتين. 

۲- المساحة:

 تتميز الدول ذات المساحة الكبيرة بإمكانيات تجنب الضغط السكاني وتوزيعه على أقاليم متعددة إذا ما كانت الظروف الإنتاجية تسمح بذلك؛ مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد السوفيتي والسودان قبل التقسيم والتي تزيد مساحة كل من هذه الدول عن المليون ميل ۲. ومن أهم مميزات المساحة الكبيرة إمكانية مستقبلية في الحصول على موارد أكبر من الأرض الزراعية أو الرعوية، أو مصادر للثروة المعدنية مما يشجع على نمو اقتصاد الدولة وقوته. والحجم الكبير يتطلب بذل جهد أكبر لتحقيق سيادة الدولة على كل أجزائها الواسعة، ومد خطوط اتصال كثيرة لتمكين السلطة السياسية من السيطرة على ناصية الأمور.

 ويمكن تنميط الدول من حيث المساحة إلى نمط المساحة العملاقة مثل كندا والأرجنتين والصين والهند والولايات المتحدة والبرازيل واستراليا، كما نجد نمط المساحة الكبيرة مثل إيران ومصر وتقل مساحثها عن المليون ميل ۲، والمساحة المتوسطة مثل اليونان وإيطاليا واسبانيا أقل من نصف مليون ميل٢.

٣- شكل الدولة:

 ترجع أهمية شكل الدولة في التناسق بين طول الحدود والمساحة؛ فهل هذه الحدود منتظمة بقدر المستطاع، وأقرب الأشكال مثالية هو الشكل الدائرى أو الأشكال القريبة من الشكل الدائرى؛ وتعد مصر أقرب إلى الشكل المربع ودولة مثل إيطاليا أقرب إلى الشكل المستطيل، كما هناك دولة مثل كرومانيا وبولندا أقرب إلى الشكل المثالي للدولة المتماسكة والمتصله الأجزاء حيث لا توجد نتوءات داخل جسم دولة أخرى أو العكس، وكانت باکستان بعد انتهاء الاحتلال الريطاني لشبه القارة الهندية مثال للشكل المنفصل الأجزاء مما أحدث اضطرابات وتم الانفصال بين جزئيها الشرقی والغربي إلى دولتي باكستان وبنجلادش.








تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة