تم تحديد عدد من المستويات البحرية بلغ عددها أربعة عشر شاطئا بحريا نتجت بسبب عمليات الرفع التكتونية التي أصابت المنطقة بداية من الإيوسين الأعلى وحتى نهاية البلايوسين، وعملت حركة الرفع على انحسار المياه البحرية تفصل بينها فترات سكون ما بین كل عملية رفع والتي تليها مما أعطي الفرصة الكاملـة للعوامل البحرية لتشكيل منحدرات الشواطئ البحرية وأرصفتها التحاتية، وتعد شواطئ محلية بسبب الاضطرابات التي أصابت المنطقة بخاصة نتيجة للأحداث العظيمة التي ساعدت في نشأة أخدود البحر الأحمر في عصر الإليجوسين، بالإضافة إلى الإنبثاقات البركانية المحلية تحت السطحية المصاحبة لتلك الأحداث والتي كشفت عنها التعرية البحرية في المنطقة، وكلاهما عزز من نشوء أمواج محلية بالإضافة إلى الأمواج الشتوية العاصفة، واللتان ساعدتا في العملیات التحاتية التي أدت إلى تراجع الجروف ونشأت الشواطئ البحرية. وقد تم معالجة الشواطئ البحرية التكتونية كل على حدة لوجود بعض الاختلاقات فيما بينها، وقد لوحظ أن محطات الرفع التكتوني تراوحت بين أدني عملية رفع ١.٣هم فيما بين شاطئي١٤٠٧-١٣٥٥.٧م، وأعلي عملية رفع 122.9م كانت فيما بين شاطئي۹۷۰.٦-٨٤٧.٧م، وبلغ المتوسط العام لعمليات الرفع التكتونية ۸۷م، وقد لوحظ سمة اختلاف بين الشواطئ الجزرية والشواطئ المتصلة، وسجل شاطئ ۷۳٥.۱م أعلي طول مستقيم ومتعرج بينما أدني طول في شاطئ ١٤٠٧م، ف في الشواطئ الجزرية الأربعة الأولي يوجد فيها تشابه في بعض خصائصها، فالنسب فيمابين الطول المستقيم والمتعرج متقاربة، وبلغ متوسط النسبة بينهما 1- 8.5كم وهي نسبة عالية بين الشواطئ ويرجع ذلك إلى أن شواطئ الجزر هي مجموع محيطاتها، أما الشواطئ المتصلة كانت النسبة أقل من ذلك بكثير حيث بلغ المتوسط العام ۱- ۲.۳كم، وبلغت أعلى مساحة رصيف بحري 435.3كم٢ في شاطئ ۷۳٥.١م، وأعلي عدد من الجزر ۲۱۹ جزيرة كانت مقابل شاطئ 847.7م.
الشواطئ التكتونية
ونشطت فيها العوامل البحرية علي طبيعتها الرأسية بسبب عمليات النحت بفعل الموجة بالقرب من مستوی سطح البحر وما يتبعه من انهيار الصور من ارتفاع عال، وسحق موادها المتساقطة بواسطة أمواج الشاطئ وتراكم تراجع منحدرات الأرض.
وكانت مساحة اليابس صغيرة جدا عند الانحسار الأول للمياه في بداية الإيوسين الأعلى عند المستوي ١٤٨١.٨م حيث ظهرت تكوينات الإيوسین الأوسط على سطح المياه وبلغت مساحتها ۱.۹ کم۲، وربما تلك المساحة كانت أكبر من ذلك وهي تمثل سطح الترسيب الأصلي البحري سطح الهضبة ونجحت عوامل التعرية البحرية من تقليص مساحتها وتفتيتها حي مجموعة من الجزر ۱۹جزيرة، ولا يعرف قيمة الرفع التكتوني في هذه المرحلة بالتحديد، لهذا سوف نستبعد هذه المرحلة من معالجة نسب تغيرات مستوي سطح البحر الذي ترك آثارا جيومورفولوجية علي السطح عند معالجة المستويات البحرية فيما بعد.
ظهر المستوي البحري الأول علي تلك الجزر المذكورة عند ارتفاع ۱٤٠٧م، وهو يعد أول انحسار بحري معلوم قيمته وبلغ ۷٤.٨م بنسبة ١.۲٪ من إجمالی عمليات الرفع التكتونية، وبلغت مساحة رصيفه البحري ١٤.٩كم۲ بنسبة ۱٪، من إجمالي المساحة الظاهرة علي سطح المياه تضاف إلى المساحة السابقة التي تمثل قمـة سـطح الهضبة ۱.۹كم۲ وتظهر في صورة جزرية بلغت ۲۸ جزيرة، وتنتظم في شبه خط مستقيم بلغ طوله٢٠٦كم، أما شاطئها المتعرج فهو يمثل مجموع محيطات تلك الجزر ١٦.٨كم لهذا بلغت النسبة بينهما ۱- ٦.٥كم.
وبانحسار المياه البحرية استجابة لعملية الرفع الثانية عند المستوي الثاني ١٣٥٥.٧م التي بلغت قيمتها ٥١.٣م نسبة ٤.٢٪ وتمثل أدني قيمة بين الشواطئ، وظهر يابسا جديدا بلغت مساحة رصيفه 46كم ۲ بنسبة ۲٪ تضاف للمساحة المذكورة آنفا، منها ۳۹.۸كم ۲ بنسبة ۱.٥٪ تمثل مساحة آلرصيف البحري المنسوب للشاطئ، والمساحة الباقية تمثل الجزر ٦.٢كم۲، بنسبة ٪۳.۱ وبلغ عد دها 43 جزيرة، منها ۲۸ جزيرة تشكلت منحدراتها برصيف بحري ينسب للمستوي البحري، وباقي الجزر تخص اليابس المنحسر عنه المياه لأول مرة عند هذا المستوي . وبلغ طول الخط المستقيم الذي ينظم الجزر في صف واحد ۱.۹ ۱كم، أما الطول المتعرج للشاطئ وهو يمثل مجموع محيطات الجزر عند هذا المستوى ٩٩.٣كم، لهذا كانت النسبة بين الشاطئ المستقيم إلى المتعرج ۱- ٨.٣كم.
ثم عاود البحر انخفاضه الثالث عندالمستوي ١٢٨٦.۲م استجابة العملية الرفع المتكر رة والتي بلغت ١٩.٥م بنسبة ٥.٧٪، وشكلت التعرية البحرية رصيف تحاتي بلغت مساحته ٨٩.٦كم ۲ بنسبة ۳٪، تضاف لليابس منها ٨٤.٥كم تمثل مساحة الرصيف البحري بنسبة ٪۳.۱ من مساحة الأرصفة البحرية التكتونية الذي ينسب للشاطئ، والمساحة الباقية )5.1كم ۲ بنسبة ٢.٥٪ من إجمالى مساحة الجزر تمثل مساحة الجزر مقابل الشاطئ، وزاد عدد الجزر إلی ۱۰۲ جزيرة، ويلاحظ أن الانكسار الذي أصاب الجزر من الجهة الشرقية حدد معالم شاطئها المستقيم، والانحسار البحري عنها كان شبه رأسيا، أما الخط المستقيم الذي يربط الجزر من بديتها إلي نهايتها بلغ طوله ٢٢.٢ كم، ومجموع محيطات تلك الجزر الذي يمثل نسبة قريبة شواطئها بلغ ۱۸۳.٤ كم، وبلغت النسبة بينهما ۱- ۸.۲كم، وهي من الشاطئ السابق.
عاود اليابس ارتفاعه للمرة الرابعة فوق سطح المياه عند المستوى ١١٨٨.٨م وبلغت قيمته ۹۷.٤م بنسبة 8٪، وشكلت التعرية البحرية رصيف تحاتي بلغت مساحته ١٥٣.٥کم ۲ بنسبة 5٪، تضاف للمساحات السابقة منهـا مساحة تخص الرصيف البحري للشاطئ ١٣٦.٦ كم۲، بنسبة 5٪ والمساحة الباقية لجزر جديدة ۱٦.۹كم ۲، بنسبة ۸.۳٪ وبلغ عددها ۹۸ جزيرة، وبلغ الطول المستقيم الذي يمتد بطول الجزر نحو ۲۸.۳ كم بنسبة ۲٪، وبلغ الطول المتعرج نحو ۳۰۹.٦كم بنسبة 5٪، والنسبة بينهما ۱- ۱۰.۹کم وتعد أكبر نسبة بين الشواطئ الجزرية، وتظهر بعض التضاريس الدقيقة الدالة على العمليات البحرية في تراجع واجهة الشاطئ في شمال شرقه في صورة أربع جزر مقابل الشاطئ تجاه البحـر وبلغ متوسط بعدها عن خط الشاطئ نحو 4.6كم، وبلغت مساحتها ۰.۷کم۲، مما يعزز القول بأن خط الشاطئ في تلك الفترة الزمنية كان متقدما عماهو عليه عند هذا المستوي، ومن الصعب تحديد خط الشاطئ القديم بعد عملية الرفع مباشرة لهذا المستوي، ويرجع ذلك لفقدان آثار التلال المتخلفة بواسطة التعرية البحرية مقابل الشاطئ بالاتجاه جنوبا، وقد يكون بسبب طول الفترة الزمنية لعمليات التحات البحري بعد الانحسار السابق. ومما لا شك فيه أن الجزر المنسوبة للشواطئ الأربعة ساهمت عمليات الجريان النهري في تقطيع أوصالها، ومن الممكن أن تكون أقل في عددها عما هو عليه الآن، وتظهر المنحدرات البحرية لهذه الشواطئ متأثرة بالعمليات القارية وشديدة الانحدار، يتبعها رصيف تحاتي ضيق وهين الانحدار تجاه البحر، وتظهر عليه بعض قواعد التلال المتخلفة عن عمليات النحت وتصنف هذه الشواطئ السابقة بذات الطاقة العالية في العمليات البحرية.
عاود البحر انخفاضه استجابة لحركة الرفع الخامسة عند المستوى ١١٠٥.٤م، وبلغت قيمة الارتفاع ۸۳.٤م بنسبة ١.۹، ولأول مرة يظهر شاطئ متصل شبه مستقيم بسبب الانكسار المحدد للجبهة الشرقية، وضم معظم يابس الجزر السابقة، ويواجه البحر بواجهة واحدة حيث اختفت ظاهرة إحاطة المياه البحرية باليابس إحاطة كاملة، وبلغت مساحة الرصيف البحري لهذا المستوي ۱۳۱.٤كم ۲ بنسبة 4.8٪، أما مساحة الجزر المواجهة للشاطئ فبلغت ۸.۸كم ۲ بنسبة 4.3٪، وبلغ عددها 46 جزيرة، لهذا يصنف هذا الشاطئ من الشواطئ عالية الطاقة، وبلغ طوله المستقيم 55.1كم بنسبة 5٪، وطوله المتعرج 104.3 كم بنسبة ۳٪، وبلغت النسبة بينهما ۱- ٩.۱كم، وأضاف هذا الانحسار يابسا جديدا في شماله وجنوبه في صورة جزر بحرية، بالإضافة إلى اندماج الجزر الأربعة في يابس واحد في شمال شرقه واتصلت باليابس بعنق ضيق. وظهرت قمة جبل أم التناصيب من تحت سطحالمياه لأول مرة وتبعد عن هذا الشاطئ بنحو ۲۱.۱كم، وتكويناته من أصل ناري، وقد تكون صخوره كانت تحت سطحية وكشفت عنها عمليات التعرية البحرية للشاطئ الأعلي، وظلت قمته مغمورة بالمياه آنذاك، وترتفع قمته فوق سطح المياه لهذا الشاطئ بنحو ٥٥م.
إرسال تعليق