U3F1ZWV6ZTQxNzYwODUzMjk2ODAxX0ZyZWUyNjM0NjM1NzM1NjYwMg==

الشواطئ المرفوعة

كانت الشواطئ المرفوعة على واجهة هضبة الجلالة القبلية نطاق تفاعل بين الغلاف الصخري والغلاف المائي في الماضي، لذا فإن المناطق الساحلية مناطق حساسة للغاية وليست ثابتة، لأنها بيئة ديناميكية تتحول فيها كتلة اليابس إلى مواد متأكلة تتراكم في البحر، بسبب الطاقة الناشئة عن الأمواج العاصفة التي تعد من العوامل الجيومورفولوجية البحرية القوية جدا، التي تعمل في الحزام الشاطئ، وهي أنظمة دیناميكية قادرة على القيام بكل من عمليات الهدم والبناء للشاطئ، وتحصل على طاقتها من الرياح بسبب عملية الاحتكاك، ويؤدي السحب الاحتكاكي إلى تدوير جسيمات الماء بصورة دائرية ونقل الطاقة إلى الأمام في شكل موجة. لهذا خضعت جميع الشواطئ لكل من العمليات البحرية والقارية بالمنطقة. وتعتمد العمليات البحرية على موقع خط الساحل بالنسبة لاتجاه الرياح ولعرض البحر والعمق البحري ودرجة انحدار الشاطئ ونوع الصخور واستقرار الإقليم تكتونيا والمناخ السائد والغطاء النباتی.
ولما كانت منطقة الدراسة معظمها يتألف من صخور جيرية أكثر من ٪۸۰ والتي تمثل عاملا مهما من عوامل تشكيل السواحل حيث إنها أكثر أنواع الصخور قابلية للتآكل على وجه العموم، وللمياه الشاطئية تأثير كيميائي عليها من خلال حمض الكربونيك، فمن المعروف أن قدرة المياه على إذابة ثاني أكسيد الكربون تزداد كلما قلت درجة الحرارة وتقل القدرة بزيادة درجة الحرارة، إذن فالمناخ ولا سيما درجة الحرارة تلعب دورا مهما غير مباشر في تأكل الصخور الجيرية، بالإضافة إلى قابليتها للذوبان بفعل ما تحدثه أيونات الأملاح المختلفة في مياه البحر بخلاف الصخور النارية أو المتحولة، وهي ذات صلادة قليلة فی حدود ٣-٤.٥ تقريبا وتشكل خط التماس بين اليابسة والبحر لذا فإن التأثي الهيدروليكي للأمواج الذي يعتمد علي قوة وسرعة الرياح وطول فترة هبوبها والمسافة التي قطعتها الموجة صعودا على الشاطئ سوف يكون فعالا في تحطيمها وتفتيتها لأنها ذات شقوق وفواصل كثيرة عادة تكثر الشقوق والفواصل في تكوينات الأحجار الجيرية مما يزید من عملية نحتها وتراجعها. ووقوعها تحت التأثير التحاتي الناتج عن عملية اصطدام الحطام الصخري بقواعد الجروف البحرية.

وقد تعرضت قواعد الجروف المرتفعة لسطح الهضبة بعد عملية الرفع الأولي والتي تكررت بعد ذلك للعمليات البحرية في الماضي بسبب الفعل الميكانيكي الناتج عن عمليات صدم الأمواج لقواعدها في نطاق منطقة الشاطئ حيث تتكسر الأمواج ويظهر تأثيرها الجيومورفولوجي، بالإضافة لعمليتي البلل والجفاف المتكررة حيث ترتفع وتنخفض المياه عليها، وأيضا حركة المواد على الشاطئ. وبذلك نشأت المفتتات الصخرية واستقرت أسفل سطح المیاه في مناطق الجروف المرتفعة على طول منصة قطع الموج، وقامت كتل المياه المتحركة بتشكيل الكميات الزائدة من رواسب عمليات النحت على طول الشاطئ في اتجاه التيار الشاطئي والتي تسير موازية للساحل، وتصنف أشكال التضاريس للمناطق الساحلية إلى مجموعتين رئيسيتين باعتبارهما من أشكال التضاريس التحاتية أو الترسيبية. وأكثر التضاریس انتشارا في الشواطئ المرفوعة هي التضاریس التحاتية المتمثلة في المنحدرات البحرية والأرصفة التحاتية الموازية لها وتلال النحت المتخلفة عليها الجزر البحرية سابقا. وكلما ازداد تسنن الساحل بسبب الرؤوس البحرية والخلجان نتيجة التعرجات زاد طوله ومن ثم ازداد مجال فعل الأمواج فيه وتاثير الأمواج رأسيا محدود فهو لا يزيد كثيرا عن أقصی ارتفاع تصله مياه السد العالي وعمليات هدم وتراجع الجرف أسرع من عمليات بناء الحواجز والشطوط والألسنة والخطاطيف جوده حسنین 1996.
وقد تم تحديد مستوى الشواطئ المرفوعة بشكل اساسي من خلال دقة القطاعات التضاريسية وعلامات مستوى البحر المنطبعة في التكوين الجيولوجي وفي التشكيل السطحې له، وعادة ما تحتفظ الشواطئ البحرية المرفوعة ببعض خصائصها التحاتية على طول أجزاء اليابس بعد عمليات الانحسار البحري عنها. وارتفاع هذه الشواطئ حاليا قد تكون أعلى نسبيا مما كانت عليه في الماضي بسبب انزياح الضغط المائي من على اليابس والارتداد القشري البطيء الحركة الإيزوستاتية لإعادة الضبط التوازن للمنطقة. وتظهر القطاعات التضاريسية أيضا التباين النسبي لمستوى سطح البحر أثناء مكوثه على واجهة سطح الهضبة، وهو أمر بالغ الأهمية لفهمنا التغير المطلق في مستوى سطح البحر في الماضي، وكذلك الكشف عن أثر الحركة الأرضية العمودية الموجبة التي أصابت المنطقة وكذلك الذبذبات الإيوستاتية، ومن خلال التحقیقات الجيولوجية والجيومورفولوجية و وسائل التقنية الحديثة تم تحديد آثار لثلاثة وعشرین شاطئا بحريا مرفوعا، يرافق كل شاطئ بقايا من الرصيف البحري التحاتي والذي ينحصر بين نقطتي تحدب الشاطئ الأعلى والشاطئ الذي يليه، وعادة ما ينسب الرصيف البحري للشاطئ الأعلى لأنه من تشكيله على الرغم من أنه لا يظهر على السطح إلا بعد انحسار المياه للشاطئ الأدني، بالإضافة إلى تحديد كل مستوي شاطئي على التلال المتخلفة والتي تقع قواعدها على مستويات الأرصفة الدنيا للشاطئ المحدد والتي كانت تمثل جزرا في الماضي مقابل الشاطئ، ويتفق منسوب شواطئها مع منسوب الشواطئ العليا، وقد تحدد أعلى مستوي شاطئي في المنطقة عند منسوب ١٤۰۷م وأدناها عند منسوب ٦.٩م فوق مستوي سطح البحر، ومن خلال دراسة مستوي الشاطئ والرصيف البحري المصاحب له، تم تحديد. مجموعة الشواطئ الناشئة عن الحركات التكتونية۱٤ شاطئا التي تمثل مساحة ۲۹۳۳كم ۲ بنسبة ۷۹.۷%، ومجموعة الشواطئ الناشئة عن الذبذبات الإيوستاتية ۹ شواطئ التي تمثل مساحة ٦٨٨،٩ کم ۲ بنسبة ۲۰.۲٪،وباقي مساحة المنطقة ١.٩كم٢-٠.١٪ تمثل بقايا السطح العلوي للهضبة عند المستوي البحـري ۱٤٨١.٨م في صورة جزرية بلغ عددها ۱۹ جزيرة،بالإضافة إلى محاولة التكهن بالعمليات البحرية التي جرت عليها في الماضی وما خلفته من جزر وتلال عن عملية النحت البحري، وعلي أثرها يمكن التعرف علي الشواطئ عالية الطاقة أقل من ۱۰۰جزيرة التي تشكلت بأمواج العواصف البحرية وغيرها، وشواطئ متوسطة الطاقـة ١٠٠- ١٩٩ جزيرة التي تشكلت بأمواج أقل حدة عن سابقتها، وشواطئ منخفضة الطاقة أكثر من ٢٠٠ جزيرة التي تشكلت بالظروف العادية.

تغيرات مستوى سطح البحر والعمليات الساحلية

إن التغيرات في مستوی سطح البحر التي أصابت المنطقة تنقسم إلى عاملين مختلفين:

العامل الأول:الحركات الرأسية لليابسة التي أصابت المنطقة كانت تفصلها فترات توقف في عمليات الرفع التكتونية، بدلیل مستويات الشواطئ عند ارتفاعات مختلفة تعد بمثابة محطات تشير إلى عمليات التوقف خلال حركة الرفع التي عملت على انخفاض مستوى سطح البحر، وفي كل محطة توقف كانت تنشط طاقة الأمواج أثناء العواصف الشتوية والأعاصير الفردية في خط الساحل الجديد، وعملت على تراجع خط الساحل تجاه اليابس استجابة العملية التوقف لمستوى سطح البحر، وعند كل عملية رفع هبط مستوي البحر وتخلي عن الخط الساحلي القدیم، وهاجر خط الاتصال بين اليابس والماء تجاه البحر استجابة للحركة العمودية الموجبة التي أدت إلي رفع المنطقة.لهذا نسبت المستويات الشاطئية التي تعلو مستوي ۲۰۰م لعمليات الرفع التكتونية بالمنطقة وتمثل شواطئ انحسار للمياه البحرية.

العامل الثاني:هي العملیات المناخية طويلة الأمد التي تميزت بها الفترة الرباعية في الزمن الجيولوجي الرابع آخر ۱.۸ مليون سنة من تاريخ الأرض وهي حلقات متعددة من التجلد والذوبان للمياه بسبب التقلبات الشديدة في المناخ العالمي في عصر البلايوستوسين، حيث تكونت صفائح جليدية ضخمة في العروض الشمالية مما أدی إلى إزاحة النطاقات المناخية بشكل منظم نحو الجنـوب. وخفض مستوی سطح البحر العالمي بأكثر من ۱۲۰م في جميع أنحاء العالم تحت مستواه الحالي، حتى أصبح السهل الساحلي يمتد عبر الجرف القاري الحالي، وأثناء فترات الدفء العالمي كان يرتفع منسوب مياه البحار على اليابس ببطء وبشكل منتظم ليشكل مستوي بحريا جديدا عند نهاية توقفه، وتكررت هذه العملية من ٤-٦مرات جودة حسنین ۱۹۸۰ وفي كل مرة كان ينخفض البحر تحت مستواه الحالي أثناء تكون الجليد في العروض الشمالية وعند ذوبانه کان مستوي المياه يطغي على اليابس بحيث لا يبلغ منسوبه خط الساحل القديم، لهذا جاءت هذه المستويات معبرة عن عمليات الطغيان المتكررة للمياه البحرية. إلى أن بدأت حقبة الهولوسين من ٩٥٠٠ سنة مضت، وهي فترة المناخ العالمي الدافئ المستمر منذ انتهاء الفترة الجليدية الأخيرة فيرم والتي تشبه الفترات الدافئة بين الحلقات الجليدية الكبری 129-158 Davis 1988 pp حيث أخذت مستويات البحار في جميع أنحاء العالم بالارتفاع ببطء حتى بلغت مستواها الحالی، وتشير المعدلات إلى ارتفاع مستوى سطح البحر الذي بدأ بمعدلات عالية للغاية )حوالي ۲م/ ١٠٠ سنة في بداية الهولوسين، وبعد ذلك تباطأ إلى معدلات معتدلة حوالي ١م/، ١٠٠ سنة. ثم حدث تباطؤ كبير مثل المعدلات الحالية لتتراوح بين ٠.١٥ إلى ٠.٥م /۱۰۰ سنة 2008 Storms et al. والارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر يؤدي إلى استمرار هجرة السواحل تجاه اليابسة مرة أخري، وبذلك يؤدي إلى تسارع معدلات التعرية الساحلية بسبب الأمواج العالية الناجمة عن العواصف الشتوية، وانهيار بعض أجزاء الجروف المرتفعة، وفقدان الأراضي الخصبة في مصبات الأنهار وغيرها لحساب البحر، مما يؤثر سلبًا على السواحل بشكل عام.



تعليقات
25 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. شكرا علي المعلومات

    ردحذف
  2. شكرا اوي علي المعلومات

    ردحذف
  3. معلومات كتير ومفيدة

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة