يعتبر البناء الجيولوجي لأفريقيا بسيطاً نسبيا، من عدة اعتبارات. بالمقارنة بغيرة من القارات الأخرى. فقد بقيت معظم القارة كتلة راسخة صلبة منذ عصور ما قبل الكمبرى، ولهذا فإن الصخور الحديثة التي أصابها الالتواء الشديد لا توجد إلا في هوامشها الشمالية والجنوبية. وبناء 'مركب الركيزة Basement complex"، وهو التعبير الذي يطلق غالبا على صخور الكتلة الصلبة الأركية، معقد إلي حد كبير، ولا يعنينا دراسة تفاصيل التراكيب الصخرة القديمة هذه إلا بمقدار ماتفید فى تفهم وتفسير ظواهر السطح، أو وجود الرواسب المعدنية ذات القيمة الاقصادية. والصخور هي من نوع الصخور النارية والمتحولة، وتمكن مشاهدتها ظاهرة في أماكن مبعثرة فوق معظم سطح القارة.
وهناك مجموعة أخرى من صخور ما قبل الكمبرى، أحدث عهدا من الصخور الأركية، تتركب أساساً من رواسب لم تتأثر كثيرأ بالحرارة والضغط اللذين تعرضت لهما الصخور في فترات الحركات الأرضية العنيفة. وتقع هذه الصخور فوق هامة المركب الأركي، وهي ذات أهمية اقتصادية كبيرة لأنها تحوى بعضا من أغني الرواسب المعدنية في أفريقيا، من بينها الذهب في جنوب أفريقيا، والنحاس في روديسيا الشمالية وفي زائير.
وفي بعض أجزاء القارة يصعب تمييز الصخور التابعة لما قبل الكمبري الأعلى من صخور الزمن الأول الأسفل التي تليها، خصوصا في الجنوب.
وتبدو مكاشف الصخور الكمبرية بكثرة في الصحراء الكبرى والأراضى المحيطة بها، وهی رغم قدمها لم تأثر كثيرا بعمليات الالنواء وقد أمكن التعرف القسم الشمالى من القارة على تعاقِب عادی مـن الصخور التابعة للعصر الكمبرى حتى العصر الفحمى، أما فى الجنوب، فالوضع مختلف. فعلى امتداد الهامش الجنوبی لأفريقيا توجد سلاسل الكاب الإلتوائية Cape fold ranges وهي سلسلة من الجبال الإلتوانية المثالية، تتركب من حجر رملی وکوارتزیت بحرى، تنتمي جمیعا للعصرين السیلوری والديفوني. وهذه هي الجبال الإلتوانية الوحيدة التي تتركب من صخور تنتمي للزمن الأول في كل القارة، وتبدو أكثر صلة وارتباطا بالتواءات مماثلة في البرازيل وأستراليا عنها بأي جزء آخر في أفريقيا. وامتداد الالتواءات مواز لحافة الكتلة إلى الشمال منها، مما يدل على أنها قد دفعت وتثنت قبالة الكتلة، رغم أن السبب في التجعد غير معروف حاليا.
ويتمثل العصر الفحمي في جنوب أفريقيا في مساحات شاسعة من صخور منتظمة لم يعتربها الاضطراب، وتتكون في معظمها من صخور رملية، مثالية للرواسب القارية، تكونت على سطح القارة وليس فى البحر. وتغطى هذه الصخور أكثر من نصف جنوب أفريقيا، وتنتشر شمالا حتى حوض الكونغو. وهي تمثل الطبقات السفلى من سلسلة الكارو Karoo، التي تتضمن صخورا من العصرين البرمي والتریاسى، وتدل على أن الظروف القارية سادت جزءا عظيما من القارة أثناء معظم هذين العصرين. وتحوي هذه الصخور رواسب الفحم الرئيسية الوحيدة في القارة التي توجد في جنوب أفريقيا وروديسيا الجنوبية، ويدل هذا على شيوع المستنقعات فى فترات من العصرين.
والعصر الترياسي في الصحراء الكبرى بحيرى الرواسب في معظمه ويشتمل على رواسب من الملح والجبس، وهي مثالية للتصريف المائی الائی الداخلی تحت ظروف مناخية جافة. ولا توجد رواسب بحرية حقيقة فيما بعد العصر الدیفوني وحتى العصر الجوراسي، حينما نجد رواسب بحرية مرة أخرى. وهذه ينحصر وجودها في الهوامش الشمالية للقارة، وفي الساحل الشرقي من الصومال إلى تنجانيقا، وإلى مدغشقر، وينعدم وجود هذه الرواسب الآن فوق سطح الكتلة الأفريقية، فكلها تتواجد على هوامشها، وظاهرة التوزيع الهامشي للطبقات البحرية تتأكد أيضا في العصر الكريتاسي وفي عصور الزمن الثالث، إذ تتواجد أشرطة ضيقة من تلك الصخور حول هوامش القارة، وإن كانت تنمو وتعظم في الشرق وفي الشمال حيث تتكون منها مرتفعات أطلس الالتوائية.وأحيانا تظهر ممتدة على طول الأودية الرئيسية، وأبرز مثال لذلك منخفض النيجر - بنوى في غرب أفريقيا.

إرسال تعليق