U3F1ZWV6ZTQxNzYwODUzMjk2ODAxX0ZyZWUyNjM0NjM1NzM1NjYwMg==

النتائج المترتبة على التغيرات المناخية في الزمن الرابع

النتائج المترتبة على التغيرات المناخية في الزمن الرابع

لم تقتصر التغيرات البيئية في الزمن الرابع وخاصة في البليستوسين على التغيرات المناخية بل تعدتها إلى بعض النتائج التي تركت دلالاتها علی صفحة سطح الأرض، والتي تتلخص في بقايا الغطاءات الجليدية وما ارتبط بها من تغيرات بيئية في مناطق هوامش الجليد، وما خلفه الجليد في نطاق العروض العليا والمطر في نطاق العروض الوسطى من تكوينات إرسابية وظاهرات جيومورفولوجية، وحدوث تبذب مستوى سطح البحر وما ارتبط به من تغير العلاقة بین توزيع البايس والماء ونشأة بعض الظواهر الجيومورفولوجية خاصة على امتداد السواحل الأرصفة البحرية او علي جنبات الأودية النهرية(المدرجات النهرية) ، إضافة إلى التغييرات الهيدرولوجية الغلاف الجوي،وأخيرأ تأثير التغيرات البيئية في الإنسان، وفيما يلي دراسة لهذه النتائج.

۱- الغطاءات الجليدية في أواخر العصر الجليدي :

تغير توزيع الجليد في نطاق العروض العليا بين الأدوار الجلیدية وفترات الدفء التي تخللت تلك الأدوار.

كما يتضح مما يلي.

أ. كان القسم الشمالي من قارة أوروبا . أثناء العصر الجليدي مركزا لغطاء جليدي ضخم، امتد امتدادا كبيرا نحو الجنوب والغرب والشرق. وفـي بعض الفترات كان الجليد الشمالي يتصل بجليد مرتفعات اسكتلندا وأيرلندا. فيتكون من ذلك كله غطاء فسيح يشمل الجزر البريطانية جميعها. وفي الجنوب وصل امتداد الجليد إلى حواف مرتفعات ألمانيا الوسطى. وفي الشرق غطى الجليد كل القسم الشمالي من روسيا إلى أواسط مرتفعات الأورال. وتعتبر أراضي شمال أوروبا في حد ذاتها منطقة نحت واكتساح الجليد لهذا فهي لا تحـوي من مخلفات الجليد سوى ركامات التراجع الخاصة بالفترة الجليدية الأخيرة، أي مخلفات أواخر العصر الجليدي.

اما في أمريكا الشمالية فقد تراكم الجليد البليستوسيني وأخذ داد في شكل غطاء عظيم يشبه مثيله في شمال أوروبا مغطيا القسم الشمالي من القارة. وكانت تمتد أثناء فترات عصر البليستوسين الباردة ألسنة جليدية فسيحة Drifts نحو الجنوب تباین في اتساعها وتختلف في امتدادها من فترة لأخرى مما يسمح بتصنيف العصر الجليدي وتقسيم الي فترات ومراحل كما هو الحال في قارة أوروبا وقد تمدد الجليد في وادي نهر المسيسبي دوائر عروض أدني بكثير من عروض امتداد الجليد في قارة أوروبا. وفي أثناء الفترة الباردة الأخيرة، كان للغطاء الجليدي في أمريكا الشمالية ثلاثة مراكز، كانت تزحف منها ألسنة الجلید:

المركز الأول: يقع فوق مرتفعات الروكي الشمالية.

المركز الثاني: يغطي شبه جزيرة لبرادور.
المركز الثالث: فكان يقع فوق سهول كندا إلى الغرب من خليج هدسن.

أما شبه جزيرة ألاسكا Alaska وتقع أقصى الطرف الشمالي الغربي لأمريكا الشمالية فلم يزحف الغطاء الجليدي علی معظم أجزائها، وأنما كانت توجد بها ثلاجات جبلية. والسبب في ذلك واضح، إذ كان منـاخ العصر الجليدي في تلك العروض الشمالية العليا من الجفاف بحيث لم يسمح بتكوين جليد عظيم الاتساع. بالإضافة إلى هذا، نجد أن بحر بيهرنج Behring لم يكن له وجود حينذاك. وكان اليابس يصل ما بین آسيا وشبة جزيرة آلاسكا، بسبب انخفاض مستوى البحار العالمية، أثناء فترات العصر الجليدي الباردة، ونتيجة لانتزاع كميات هائلة من مياهها تتساقط على الياہس في هيئة ثلوج وتتراكم عليه في شكل جليد.

ب-تغير توزيع الغطاءات الجليدية خلال الهولوسين العصر الحديث.

ففي المناطق الجبلية في قارة اَوروبا خاصا جبال الألب استمرت الغطاءات الجليدية حتى عشر الاف سنة مضت وتراجع جليد السويد منذ نحو 7500 سنة، وفي شمال وغرب أمريكا الشمالية تراجع الجلید حتى وصلت حدوده إلى قرب حدوده الحالية وكان ذلك منذ عشرة آلاف سنة غير أنه عندما عاد المناخ للبرودة في عصر الجليد الأصغر الذي أشير إليه في موضع سابق تجدد تكون الغطاءات الجليدية خاصة في مرتفعات الروكي الأمريكية.

۲- التغيرات البيئية في مناطق هوامش الجلید

تأثرت المناطق الواقعة على أطراف الغطاءات الجليدية بتغيرات بيئية خاصة في المناخ والنبات الطبيعي، وقدرت مساحة هذه المناطق بنحو ربع مساحة سطح الأرض. وتشير الأدلة إلى أن الظروف المناخية التي ميزت مناطق هوامش الجليد في الدور الجليدي الأخير ريس Riss شغلت نطاقاً امتدت حدوده الجنوبية في قارة أوروبا من جنوب فرنسا شرقا حول مقدمات جبال الألب وعلى طول امتداد وادي الدانوب. ولا يختلف الحال في قارة أمریکا الشمالية، فقد سادت هذه الظروف نطاق المرتفعات الغربية لمسافة تزيد على مائة كيلومتر إلى الجنوب من نطاق الجليد، كما امتدت نحو الشرق في نطاق السهول لمسافة تصل إلى نحو ۰ ۷۰ كيلومتر. وتجـدر الإشارة إلى أن مناطق واسعة من قارة أمريكا الشمالية لا زالـت تسودها الظروف المناخية التي أعقبت الدور الجليدي الأخير حتى الوقت الحاضر، إذ لا تزال تغطي بما يراوح بين 80. 85٪ من مساحة شبه جزيرة ألاسكا Alaska، وحوالي نصف مساحة كندا، وما يقرب من مائة ألف کيلومتر مربع من أراضي الولايات المتحدة الأمريكية معظمها في نطاق المرتفعات الغربية تمتد نحو الجنوب حتی حدودها مع المكسيك.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة