مقدمة:
عند دراسة مناخ الصحراء الغربية بجمهورية مصر العربية سوف
نعرض أولا لأهم المشاكل التي تقـابلنا في هذه الدراسة ومن أهمها قلة محطات الأرصاد الجوية، بحيث أنه إذا إستثنينا المحطات التي تقع في الوادي والدلتا والمحطات التي تتوزع على الساحل الشمالي للصحراء الغربية فإنه لايوجد غير ست محطات أرصاد جوية فسقط في داخل هذه المساحة الشاسعة من الأرض والتي تبلغ حوالي 181 الف کم ٢ وسوف نقسم هذا الجزء إلى ثلاثة أقسام رئيسية، بحيث يشتمل الأول على العوامل التی تتحکم في مناخ الصحراء الغربيـة، ثم نتناول مناخ الصحراء الغربية في الزمن الرابع البلايستوسين في الجزءالثاني أما الجزء الأخير فسوف يعرض لدراسة أهم العناصر المناخية في الصحراء الغربية.
.
أولا: العوامل التي تتحكم في مناخ الصحراء الغربية
۱- الموقع الفلکی.
۲ - طبوغرافية الأرض وما بها من مرتفعات ومنخفضات .
۳ - موقعها بالنسبة للمسطحات المائية التي تؤثر على درجتى الحرارة والرطوبة وكذلك السحب والأمطار .
4 - توزيعات الضغط الجوى المختلفة والكتل الهوائية بالمنطقة المحيطة .
5-الجهات شبه الثابتة، وموقعها وتذبذبها.
وسوف نعرض لكل منها بإختصار على النحو التالی:
فيما يتعلق بالعاملين الأول والثاني فإن صحراء مصر الغربية تقع في الركن الشمالي الشرقي من الصحراء الليبية، وهی تمتد من ساحل البحر المتوسط في الشمال حتى الحدود المصرية السودانية جنوبا ومن وادى النيل شرقا حتى الحدود الليبية غريا، أي أنها تقع في المنطقة شبه المدارية بین خطی عرض ۲۲ - ۳۲ شمالا بحيث يتميز هذا الموقع بوجه عام بالدفئ في الشتـاء وشدة الحرارة في الصيف، وهي جزء من حزام الصحراء الكبرى الأفريقية.
وتبدو الصحراء الغربية كهضبة هائلة متوسطة الارتفاع، إذ يبلغ ارتفاعها زهاء الخمسمائة متر في المتوسط، وتتميز الصحراء الغربية بشدة الجفاف وبإختفاء خطوط التصريف المائي وسيادة نفط التصريف الداخل وخصوصا في المنخفضات وقلة مواردها المائية وشدة تباعدها، وانتشار
الكثبان الرملية وفرشات الرمال السافية فوق نحو 40٪ من جملة مساحتها. وجميع هذه الملامح والسمات تختص بها الصحراء الغربية بالمقارنة بالمناطق الصحراوية الأخرى في مصر سواء في شبه جزيرة سيناء أو في صحراء مصر الشرقية. هذا فضلا عن انتظام سطحها إذ تتألف المناطق الداخلية من هذه الصحراء من سطوح مستوية تبدو شبه ما تكون بالسهول الصخرية سواء ما كان منها عاريا أو ماكان منها مختفيا تحت أغطية من الرواسب الحطاميـة، ونادرا مايقطع هذا الانتظام
والتجانس الفزیوغرافي بأية صورة من صور التضرس البارز
1925 وقد أدی بوجه عام انتظام السطح المقترن بالجفاف والقحولة إلى
سهولة تحرك الرياح والرمال السافية فوق هذه الهضبـة دون أن تعرضها عوائق او عقبات تضاريسية.
كما تنتشر الأحواض المنخفضة في الصحراء الغربية وهي التی جري العرف على تسميتها بالمنخفضات Depressions والتي تتميز بإحاطتها
بسياج من الحافات الشديدة الانحدار التي تكاد تحوطها من كل جوابها. أما تأثير المسطحات المائية على مناخ الصحراء الغربية، فإن میاه البحر المتوسط تحدها من الشمال والبحر المتوسط ذو مساحات كبيرة وتيارات الرياح القادمة من فوقه إلى أرض الصحراء الغربية لايعترضها جبال عالية أو حواجز، فالأرض في الصحراء الغربية كما سبق أن ذكرنا أغلبها منبسطة، ولهذا فإن للبحر المتوسط تأثيرا كبيرأ وملحوظا على مناخ الجزء الشمالي من الصحراء الغربية وبصفة خاصة حتی خط عرض ۳۰ شمالا وأما إلى الجنوب من هذه المنطقة فيـقل التأثير ويكاد ينعدم إلى الجنوب من خط عرض ۲۸ شمالاً، وسوف نعرض فیما بعد لتأثير مياه هذا البحر على عناصر المناخ المختلفة في الفصول الأربعة.
أما فيما يتعلق بتوزيع الضغط الجوى والجبهات فإن مناخ الصحراء الغربية يرتبط بصفة أساسية بديناميكية الدورات الهوائية التي تدخل تحت سيطرتها في الفصول المختلفة، وهذه الدورات ليست هي المسئولة عن مناخ الصحراء الغربية فحسب، بل أنها هي المسئولة عن وجود كل النطاق الصحراوی وشبه الصحراوى الذي يشغل معظم شمال أفريقية وغرب آسيا الذي تقع الصحراء الغربية في حدوده ومن هنا يعتبر توزيع مناطق الضغط الرئيسية في أى منطقـة من العالم من أهم العوامل
التي تؤثر في مناخ هذه المنطقة، وذلك لأن الضغط الجوى له تأثير مباشر على توزيع عناصر المناخ الرئيسية مثل الرياح والحرارة والتساقط سواء فی تغييراتها المحلية أو الموسمية. وعندما ندرس مناخ الصحراء الغربية لابد من أن نتعرض للتوزيع العام للضغط الجوى في فصول السنة المختلفة في
المناطق الغربية من الصحراء الغربية . وذلك لأن هذا التوزيع له علاقة مباشرة بالعناصر المناخية الرئيسية كما سبق أن ذكرنا.

إرسال تعليق