يتناول هذا الفصل جيولوجية الصحراء الغربية بشئ من التفصيل.
ا- چيولوجية منطقة النوبة ودرب الأربعين
تشمل هذة المنطقة الجزء الجنوبي الشرقي من الصحراء الغربية والتی تمتد بين خطی عرض ٠٠ر٢٢. ٠٠ر٢٤شمالاً وخط طول ۰۰ر۳۰ والنيل شرقا وتتميز هذة المنطقة بتضاريسها شبه المنبسطة والي تحتوي على كثير من الهضاب المتقطعة والتلال العالية، والتي تأخذ قممها شكلا مسطحا أو مخروطيا. يلتحم الجزء الواقع شمال خط عرض ٠ر۲۳ بهضبتی سن الكذاب شرقا وامتداد هضبة الخارجة غرباً. تغطى المنطقة صخور يتراوح عمرها الجيولوچی مابين حقب ما قبل الكمبرى والحقب الرابع. توجد صخور ماقبل الكمبرى على هيئة جرانیت وجرانودیوریت و دیوریت و تاميبوليت وتكون تلالا يتمركز معظمها على خطوط الفوالق التي تقطع المنطقة خاصة من الشرق إلى الغرب. وأكبر هذه المناطق توجد بمنطقتی محاجر خفرع غرب أبو سمبل وجبل أم شاغر شمالا كما تظهر بعض هذه الصخور في مراكز القباب الموجوده فوق سطح الهضبة تغطى صخور ماقبل الكمبری رواسب تكوين الحجر الرملى النوبی، ويتميز الحد الفاصل بينها في بعض الأماكن بوجود طبقة من الكنجلومرات بتراوح سمکها مابین ۲، ٣ مترا. هذه الرواسب من تتابع طبقات الكنجلومرات التي تتكون من حصی مختلف الاستدارة من الصوان والحجر الجیری والكوارتز المتماسك بواسطة مادة سيليسبة ويبلغ سمك هذا التنابع ٦مترا.
أما رواسب الحقب الرابع التي تغطي أجزاء كثيرة من المنطقة فهي عبارة عن كثبان وغطاءات رملية، وشرفات النيل ورواسب البحيرات القديمة ومن الناحية الحركية فإن المنطقة تتأثر بثلاث ظواهر والتي تتمثل في الفوالق وحركات رفع الصخور القاعدة وإلى درجة قليلة الضغوط الجانبية. تقطع المنطقة فوالق ذات امتدادات کبیرة يصل بعضها إلى ٢٠٠ کيلو مترا ويأخذ غالبيتها اتجاه شرق - غرب. وتقطع جميع الصخور المنطلقة عدا صخور الحقب الرابع. تتميز هذه الفوالق برمياتها الراسية بالإضافة إلی الإزاحة الجانبية على مضرب الفالق. كما أنه تظهر بالمناطق الشرقية القريبة من النيل فوالق تضرب فی اتجاه شمال – جنوب، وهي ذات امتدادات قصيرة نسبيبا يتراوح بين ۱۰، ۸۰ كيلومترا .
أما العناصر الحركية الناتجة عن حركات رفع صخور القاعدة، فهی تتمثل في بعض الفوالق خاصة تلك الفوالق التي تحد صخور القاعدة الموجودة إلى الجنوب من جبل أبو جراوة، والتي قد ت تخذ مضربا متعرجا بعض الأحيان. كما أن هناك ظاهرة تكون الطيات المتداخلة interlocked Basins E Domes والتي تتمثل في تشكيل الغطاء الرسوبي في قباب وأحواض قد تظهر صخور القاعدة بداخلها أو تكون قريبة من السطح وذلك تبعا لسمك الصخور الرسوبية فوق صخور القاعدة .
هذا وقد سجلت بالمنطقة بعض الظواهر الحركية التي تدل على وجود ضغوط بجانب قوى الشد التی نجمت عنها الفوالق. وعناصر هذه الضغوط تتمثل في تكون بعض الطيات والقباب بالمناطق الشرقية، بالقرب من أبو جراوة. كما أنه سجل ولأول مرة بالصحراء الغربية فالقا معكوسا بهذه المنطقة حيث توجد كتلة من صخور الجرانیت فوق صخور الحجر الرملي النوبي، كما أن المسافة الأفقية بين هذه الكتلة وصخور تکوین کرکر تبلغ ١٠ مترا وهذه المسافة مغطاه بطبقة مقلوية من الحجر الرملى النوبي. وأمكن كذلك ملاحظة وجود فالق معکوس آخر بمنطقة جبل كلابشة.
2- جيولوجية الواحات الخارجة والداخلة :
تعتبر مناطق الواحات الخارجة والداخلة من أكثر مناطق الجمهورية التى أجريت عليها دراسات چيولوجية مكثفة وذلك أساسا لمعرفة احتياط المياء الجوفية وحجم الحزان الجوفي بها، حيث تشكلان الجزء الأكبر من مشروع الوادى الجدید.
تغطى هذه المناطق صخور رسوبية تدرج في عمرها الچيولوچي من الطباشیرى الأعلى وحتى الحقب الرابع. كما تبرز صخور القاعدة على هيئة تلال من الجرانبت، والجرانودیوريت في الجزء الجنوبي من منخفض الواحات الخارجة بمنطقة جبال أبو بیان جنوب واحة باریس تغطى صخور الحجر الرملی النوبي قاع منخفض الخارجة والداخلة وتتألف من عضو طارف والقصیر،والذي يبلغ متوسط سمکهما مجمعين ۰ ۲۰ مترا .
يعلو الحجر الرملى النوبي تكوين ضوى وهو الوحدة الصخرية التی تحتوى على طبقات من الفوسفات، والتي تكون ذات قيمة اقتصادية كبيرة بمنطقة هضبة أبو طرطور التي تقع بين منخفض الخارجة والداخلة يبلغ سمك هذا التكوين منطقة هضبة أبو طرطور ٦٠ مترا ويتألف من تتابع من طبقات الفوسفات والطفل والحجر الجيرى. ویظهر التكوين على هيئة عدسات على طول امتدادات الهضبتين المطلتين على الواحات الخارجة والداخلة. يعلو تكوين ضوى قطاع سميك من الطفل الأخضر يعرف بتكون الداخظة وهو يشمل نهاية العصر الطباشیری والباليوسين الأدنی بالمنطقة يتميز تكوين الداخلة باحتوائه على نطاقات عديدة من الحفريات والتی يرجع عمرها إلى فترة الماستريخي والدانيان. يظهر تکوين الداخلة جلبا يواجهه هضاب الخارجة والداخلة ويبلغ سمكه في قطاعه النمطى بمنطقة الداخلة ٢٥٠ مترا.
أما رواسب العصر الباليوسيني فهى تظهر بالمنطقة على هيئة سحنتين صخريتين متداخلتين هما سحنة الغرة - الأربعين وسحنة وادى النيل.
تتكون سحنة الغرة - الأربعين من وحدتين صخريتين هما تكوین کركر يعلوه تكون الغرة. وتغطی صخور هذه السحنة الجزء الجنوبي من هضبة الخارجة، وهضبة أبو طرطور، ومنطقة قور الملك غرب مدينة موط بالداخلة حيث تتداخل مع سحنة وادى النيل بمناطق جاجا شمال ، باريس وهضبة اللفية شرق أبو طرطور، وتنيدة وقور الملك بالواحات الداخلة. يتألف تکوین کرکر من طبقات من الحجر الجیری الشعبي مع تبادلات من الطفل ویراوح سمکه بين 15، 50 مترا. أما بمنطقة قور الملك فيتحول هذا القطاع إلى تتابع من الحجر الرملي الدفتار وأخرين ۱۹٦۹ والذي يبلغ سمکه ٤٠ مترا.
تتكون رواسب تكوين الغرة من تتابع من الحجر الجيرى حسن التطابق يتراوح سمکه ١٠٠،٥٠ امترا و تغطی سطح هضبة باريس وأبو طرطور وقور الملاك.
أما تكوين أسنا فهر عبارة عن قطاع سميك من الطفل الأخضر ويبلغ سمكه ١٢٠ مترا.
تغطى صخور الأيوسين السفلى رواسب عصر الباليوسين ، وتنتشر فوقی سطح هضبتى الخارجة والداخلة. توجد هذه الرواسب على هيئة سحنيتين صخريتين تتبعان سحنة الغرة-الاربعين وسحنة وادي النيل.
تتمثل سحنة الغرة - الأربعين في تكوين دنجل الذي يغطي سطح هضبة الخارجة جنوب قرية جاجا، وشمال هضبة أبو طرطور وقور الملك يتألف هذا التكوين من تتابع سميك من الحجر الجيرى الشعبي مع تداخلات من الطفل والمارل ويبلغ سمك هذا التکوین ١٥٠ مترأ. بتداخل تكوین دنجل مع تكوين طيبة الذي يمثل سحنة وادى النيل وذلك بمناطق جاجا، وشمال هضبة أبو طرطور، وقور الملك يصل سـمك هذا التكوين إلى ٢٠٠ مترا. ويتألف أساسا من تتابع مـن الحجر الجيرى الغنى بطبقات وعقد الصوان .
تغطي صخور الأيوسين الأسفل غطاءات من الحصى تظهر واضحة فوق هضبة الخارجة ويعتقد أن عمرها الجيولوجي يرجع إلى عصر البليوسين ويرجع أنها تفتت من الصخور بفعل عوامل بسطح الهضبة. كما أن رواسب الطوفة التي تغطى أجزاء من واجهة هضبتي الخارجة والداخلة يعتقد أنها قد تكونت عند نهاية عصر الباليوسين حيث اتخذت منخفضات الخارجة والداخلة شكله الحالي أثناء هذه الفترة .
وتوجد رواسب الحقب الرابع بمنخفضات الخارجة والداخلة وهي تتكون من رواسب بحيرية وسبخات ورواسب رياحية.
تغطى رواسب البحيرات جزئا كبيراً من منخفض الخارجة حيث تمتد من شمال مدينة الخارجة إلى غرب المكس جنوب واحة باريس. تتألف هذه الرواسب من تتابع من الطمي والرمال الناعمة يبلغ سمکها ١٠ مترا. وتتعرى في شكل كدوات طولية تأخذ اتجاه شمال، جنوب موازيا لاتجاهات الرياح السائدة.
يرجع عمر أقدم هذه الرواسب إلى البالیولشي حيث تحتوى على أدوات صوانية تبين حضارة الإنسان القديم أثناء هذه الفترة. كما أن معظمها يحتوی على أدوات فخارية ترجع إلى العصر الرومانی .

إرسال تعليق