تمتد أفريقيا بين دائرتی عرض ۳۷ شمالا و٣٥ جنوبا، وتمر دائرة الاستواء بوسطها. وكان لهذا واك أثره في أحوالها المناخية. فأشعة الشمس تتعامد على أجزاء كثيرة من القارة في رحلتها شمالا إلى مدار السرطان، وجنوبا إلى مدار الجدي، وبالتالي فإنها تتعامد مرتين على أراضي القارة الواقعة بين المدارين، مما يسبب ارتفاعا عظيما في الحرارة، وازديادا كبيرا في درجات التبخر من المسطحات المائية، ومن النباتات ومن التربة.
هذا ويلاحظ أن النصف الجنوبي من القارة أقل اتساعا، وأكثر ارتفاعا من النصف الشمالي، لذلك كانت أحواله المناخية العامة أكثر اعتدالا، بعكس نصفها الشمالي الذي يتميز بـالتطرف والجفـاف. وقد كان لاستقامة سواحل القارة، وقلة تعاريجها، وندرة خلجانها، وعدم بروز أشباه جزر منها، وبالتالي عدم وجود بحار داخلية، أثره في قلة تأثير العامل البحري على مناخ القارة.وتمر بالسواحل الشرقية للقـارة تيارات بحرية دفيئة تزيد من درجـة حرارتها ورطوبتها، بينما تمر بالسواحل الغربية تيارات باردة؛ فتيار کناريا البارد يمر بالنصف الشمالى من تلك السواحل، وتيار بنجويلا بالنصف الجنوبي. وهما يخفضان من درجات الحرارة، كما يسببان الجفاف في تلك السواحل وظهيرها الحرارة.
أفريقيا هي أحر قاراتِ العالم للأسباب التي ذكرناها وحينما ننظر إلى خريطة لخطوط الحرارة المتساوية فى الصيف، نلحظ أن حفظ خط الحرارة ۳٥م لشهر يوليـو مغلق على الصحراء الكبرى الأفريقية. بينما يكون خط الحرارة 35م دائرة ناقصة تحيط بالنصف الشمالي للقارة وهي منطقة متممة في حرارتها لوسيط اسيا وجنوب غربها وهي تضم اكثر جهات القارة حرارة في يوليو وذلك بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان وطبيعة اليابس واتساعه وانخفاض منسوبه وبعده عن البحار وندرة الغطاء النباتي ونلاحظ أن خط الحرارة ۲۲ م في جنوبي القارة يتقوس وينحنی كثيرا نحو الشمال، ای صوب دائرة الاستواء عند الساحل الغربي بتأثیر تیار بنجويلا البارد.كمـا يتقوس جهة الجنوب قرب الساحل الشرقي بسبب تأثير تيار موزمبيق الدافئ.
هذا في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء يناير،فإن خط الحرارة 35م يختفی. ويكون خط ۳۲م شكلا بيضاويا فوق هضبة أفريقيا الجنوبية الصيف الجنوبي،ولا نجد لهذا الخط نظيرا أو امتدادا على مياه المحيطات المجاورة، وذلك نظرا لشدة حرارة اليابس الجنوبي عن الماء في هذا الفصل،والخط يمتد بين دائرتی عرض ۱۰-۲۰ جنوبا تقريبا، وينحنى خط الحرارة ۲۱م في نصف القارة الجنونی نحو الشمال، أي نحو خط الاستواء، وذلك قرب الساحل الغربي، بسبب أثر تيار بنجويلا البارد، ثم ينحنى جنوبا بتأثير سيادة اليابس، وكذلك على الساحل الشرقي بتأثیر تیار موزمبيق الدافئ أما في نصف افريقيا الشمالي، فإننا نجد هذا الخط ۲۱م ينحني نحو الجنوب نحو دائرة الاستواء عند الساحل الغربی بتأثير تيار بنجوبلا البارد، ثم ينحنی شمالا بتاثير اليابس،ثم بتاثير البحر الاحمر.
الضغط والرياح: في فصل الصيف تتعامد الشمس فوق النصف الشمالي من أفريقيا.فتتركز منطقة للضغط المنخفض في شمال شرقي القارة، تكون على اتصال بمنطقة الضغط المنخفض الأسيوى التي تمتد من السند إلى شبه جزيرة العرب،وكثيرا ما تتصل هذه وتلك بنطاق الضغط المنخفض الدائم فوق النطاق الاستوائي، وبالتالي يرابض على كل أراضى القارة شمالی خط الاستواء غطاء هائل من الضغط المنخفض. ويتركز على منطقة الأزور في المحيط الاطلسی في شمال غربي القارة ضغط مرتفع، ويمتد منه لسان يغطي البحر المتوسط. أما أرض القارة جنوبی دائرة الاستواء، فيسيطر عليها ضغط مرتفع، يلتحم بمنطقتين للضغط المرتفع فوق المحيطين الهندى والاطلسی.
ويسبب توزيعات الضغط هذه تهب على شمال القارة من منطقة الضغط المرتفع الأزورى وامتدادها فوق البحر المتوسط رياح تجارية شمالية في الغالب أو شمالية غربية على الجزء الشمالى من أفريقيا حتى السودان، وهي جافة وتلطف من درجة حرارة الشمال، لكنها كلما توغلت جنوب ازدادت درجة حرارتها، وبالتالی ازدادت مقدرتها على حمل بخار الماء، وهي لذلك جافة، وهي تساعد السفن الشراعية في السیر في نهر النيل ضد تياره جنوبا.
ومن منطقتي الضغط المرتفع على المحيطين الهندى والاطلسی تهب رياح موسمية جنوبية غربية على أرض أفريقيا الواقعة بین دائرة الاستواء ودائرة ۱۸ شمالا. والرياح أصلها تجارية جنوبية شرقية في جنوب دائرة الاستواء، وحينما تعبر الاستواء تغير اتجاهها تبعا لقانون فرل، وتصبح جنوبية غربية وهی تمطر بغزارة على حوض الكنغو، وساحل غانه، لأن مرتفعاته تتعامد عليها، كما تسقط الأمطار على السودان والحبشة.
وتهب الرياح التجارية الجنوبية الشرقية على جنوبى القارة فيما بین ۳۰° جنوبا وخط الاستواء، وتسقط مطرا على مدغشقر، والساحل الشرقی جنوبی خط الاستواء، أما الساحل الشرقى لأفريقيا، شمالي خط الاستواء حتى دائرة عرض ۸ شمالا، وهو ساحل الصومال، فهو جاف، لأن الرياح تسير بحذاء الساحل غير متعامدة عليه، ولهذا تكونت صحراء الصومال. ويلاحظ أن أمطار جنوب القارة تقل كلما اتجهنا غربا. وتهب على أقصی جنوبی القارة رياح عكسية شمالية غربية مطيرة، ويقل المطر في هذا الجزء بالاتجاه نحو الشرق.

إرسال تعليق